الله طيب يحب الطيب جميل يحب الجمال الإسلام دين ودنيا حياة وافرة عمل وعبادة وسعادة الإسلام وصحته هي هدف الإسلام وغايته ومن أجل ذلك أمر الإسلام بالمحافظة علي البيئة وحرم تلويثها فقاعدة الإسلام "لا ضرر ولا ضرار" حديث صحيح مسند أحمد.
لقد مهد الله جل جلاله الأرض وجعلها صالحة لحياة الإنسان ولأنه يحب عباده أوصاهم بأن يحافظوا علي الإصلاح والصلاح في الأرض فقال تعالي "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" سورة الأعراف آية "56" وعظمة الإسلام أنه عندما حث المحافظة علي نظافة البيئة أنه بدأ بالإنسان في ذاته ونفسه فأمر بنظافة البدن والثوب والمكان "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" سورة الأعراف آية "31" "وثيابك فطهر" سورة المدثر آية "4" وقد توجد جماعة أو حزب أو مذهب يدعو إلي مثل هذا ولكن هل يوجد من يدعو إلي طهارة ونظافة الصدر وسلامة القلب وزكاة النفس وسلامة النية غير الإسلام؟ ولقد حرم الإسلام أشياء لم يعرف الناس بعض الحكمة من تحريمها إلا منذ سنوات قليلة مثل المخدرات والجماع أثناء الحيض وإطالة الأظافر وترك النظافة الشخصية والعامة من هنا فإن الإسلام: يحرم تلويث المكان والماء والهواء فيحرم القاء القمامة في الميادين والشوارع والماء والأنهار والمصارف وحرق القمامة والتبول والتبرز في الماء أو في الظل أو في العراء الحديث "اتقو الملاعن الثلاث التبرز في الطريق والظل والماء" رواه البخاري وهذه الأعمال التي تلوث البيئة سماها ربنا فسادا "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" سورة الروم آية "41" فإذا ما انتشر الاشعاع الذري والأسلحة البيولوجية والكيميائية والغازية والجرثومية انتشرت الأمراض وتعددت الأوبئة وارتفعت حرارة الكرة الأرضية وكان ثقب الأوزون ويا للعجب عندما ننظر إلي المصري القديم منذ سبعة آلاف سنة كان يكتب في ورقة تكون معه في قبره "أنا لم ألوث نهر النيل" أي أنه لم يرتكب جريمة إلقاء القازورات في نهر النيل. فماذا تكون النتيجة إذا قارنا بيننا وبين المصري القديم؟ هل تكون النتيجة لصالحنا؟ إن إنسان اليوم يلقي بالبهائم النافقة والقازورات في الطرقات ونهر النيل والترع والمصارف وكانت النتيجة انتشار الأوبئة والأمراض والبلهارسيا وعجزنا أن نزرع نبات الدمسيسة القاتل لفيروس البلهارسيا. وإنك لتعجب عندما وصل وباء أنفلونزا الطيور القاتل إلي مصر حماها الله تعالي رأينا سلبيات من كثير من الأفراد فقد رأينا البعض يلقي بالدجاج والفراخ المريضة أو الميتة في الشوارع لولا أن وفق الله المسئولين والمخلصين من المواطنين ورحمة الله بكنانته في أرضه فخلصنا الله من هذا الداء. والتلوث هو السبب الرئيسي لأي مرض والمحافظة علي البيئة هي مسئولية الفرد والجماعة "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" ونظافة البيئة تأتي بالصحة والعافية للفرد والجماعة وتعمل علي تقدم الأمة وتكون سببا في زيادة الرزق