لبان احمر لبان اخضر لبان اصفر
--------------------------------------------------------------------------------
كان يا ما كان يا مستمعين الكلام، اللي يحب العذرا يرمي عليها إشارات السلام. الحضور: عليها السلام. كان هون هالتاجر. تاجر كبير، بندر التجار، وإله بنت وحدانية ومعندوش مره. مرته ميتة. وكان مدلل هالبنت كثير وقاعدة هالبنت في البيت فش عندها حدا. اجت إيام الحج. اجا في باله قال "بدي أروح أحج". راح، حضّر حاله.
قالتله: "يابا، وكيف بدك تسيبني لحالي". قالها: "لأ بجيبلك كل بنات التجار زملاتي وخليهن يظلوا عندك كل ليلة وبالنهار بهمكيش". قالتله: "طيب".
راح طلب من هالتجار إنهم يبعثوا بناتهم. قالوله: "طيب". صاروا كل يوم من المغرب ييجوا هالبنات، بنت ورا بنت. لما ييجوا كلهم في شي ليلة هيك قاعدين بتحدثوا، اجا عبالهن قالوا: "يي والله جاي عبالنا شوية قطّين (1). شوية زبيب، شوية تمر من المخزن تحت. مين يروح يجيب؟ مين يروح يجيب؟"
هذيك تقول: "أنا بخاف"، هذيك تقول: "أنا بخاف". قالت وحدة: "أنا بنزل". نزلت، راحت. عمّال بتطول، والا لاقت هالغول في المخزن.
قالها: "همّ! تسكتي والا باكلك".
قالتله: "لأ. بسكت". سحبت حالها وراحت عالبيت على أهلها.
قالوا: "مالها طوّلت؟ قومي يا فلانة شوفي إيش مالها".
نزلت الثانية على هالمخزن والا هو هالغول ملاقيها: "تسكتي والا باكلك؟"
قالتله: "لأ، بسكت"، وروحت على دارها.
الثالثة، الرابعة، تنها صفت لحالها بنت التاجر. إيش بدها تعمل مسكينة؟ _ إيش بدها تسوي؟ قالت: "تروح أشوف إيش الدعوة. ليش هذولا بروحوا وبوجهوش". نزلت تشوف. لاقت هالغول. قالت: "يي! إيش بدي أعمل؟"
قالها: "إسمعي، تسكتي والا آكلك". قالتله: "لأ، بسكت".
"إيش أعمل يا ربي؟ إيش أسوي؟" لاقت عندهن شوية قمح [وزمان كانوا قال يطحنوا على إيدهم]. قالت: "تأحط القمحات أقعد إطحنهم". حطت هالقمحات وحطت هالطاحونة وقعدت تطحن في القمحات. والغول قعد قبالها يطحن معها.
والا هو إلهم جار اسمه "أبو خليل". قالت "ليه ما أقول لجارنا. أنادي عليه من غير ما يعرف الغول إني بنادي".
[عاد هم بقعدوا عالطاحونة وبصيروا يغنوا ويحكوا]. صارت تقول:
يا جارنا يابو خليل سن سيفك هالطويل
أسمر وله قمبرة قاعد بطحن معي
قالها:
جري يا بنت أبوي جري
الليل معنا طويل
والحب معنا قليل
لما يخلصوا القمحات
بنمرمش هالعظمات
بعد إم خليل وأبو خليل قاعدين سهرانين، والا هو بقولها: "إسمعي، إسمعي يا أم خليل". قالتله: "إيش؟" قالها: "بنت جيرانا أبصر إيش مالها". صنطوا والا هي بتقول:
يا جارنا يابو خليل سن سيفك هالطويل
أسمر وله قمبرة قاعد بطحن معي والا بقولها:
جري يا بنت أبوي جري
الليل معنا طويل
والحب معنا قليل
لما يخلصوا القمحات
بنمرمش هالعظمات
قالها: "لازم أقوم أشوف إيش الدعوة". سن هالسيف، ومن فوق الحيطة اللي بينه وبينهم نط وعبر على دارهم. اتطلع، لاقاها قاعدة بتطحن، والا قاعد قبالها هالغول. اجا بهالسيف، قتله. مات، حزين.
اجت حكتله القصة: "هيك، هيك البنات نزلوا وكل وحدة بالدور تروح عدارهم. خلوني لحالي". حكتله قصتها.
راح أبو خليل، اتطلع عهالباب، لاقى – بعيد عنكم – هالحمار، وعليه هالخرج. جاب هالخرج وحط راس الغول بعين وحط جثته بعين. وحط هالخرج عالحمار، والحمار عارف الدار. سحب حاله وراح. لما وصل عالدار، والا هي بتقول، إمه للغول: "يي! ابني ما أحسنه! الله يرضى عليه. هيه جايبلنا وليمة وباعثها، وهو أبصر إيش رايح يعمل؟"
راحت، قامت هالوليمة اللي جايبها، وشلحته وسخنته وسلخته وحطته بهالدست وحطته عالنار. وراحت عزمت عمتها وخالتها وقرايبها على هالوليمة. حطوا هالأكل وقعدوا يوكلوا. والا هو طالع خاتمه بإيدها لإمه، والا هي بتقول: "يي!" البعيدة عليها! هو ابنها (2).
قامت. إيش بدها تعمل؟ كيف بدها تعرف مين هاللي عمل هالعملة. راحت شرت هالأساور وهالحلقات وهالخواتم، وحملتهم ودارت تقول: "خواتم يا بنات! غوايش يا بنات! حلقات يا بنات!" مرقت من قدام دار هالتاجر. شافتها هالبنت، قالتلها: "تعالي". قالتلها: "مالك؟" قالتلها: "تعالي، بدي أشتري منك".
اجت، والا بتقولها: "اسمعي. أنا ببعش بمصاري. أنا ببعش إلا بقصة جديدة". قالتلها: "طيب، اقعدي لما إحكيلك هالقصة". قعدت تحكيلها عن قصة الغول، وكيف عملت، وكيف البنات روحوا، وكيف قتلوه، وكيف حطوه عالحمار. هاي صارت – البعيدة – قلبها يغلي. قالتلها البنت: "يي! خوفتيني".
: "لأ، تخافيش. أنا بس ماكلة ملوخية وفول وعمّال قلبي يغلي غلي". (3)
النهاية، أعطتها حلقان وأعطتها أساور وأعطتها خواتم وأعطتها اللي بدها اياه ببلاش. وسحبت حالها وراحت. إيش بدها تعمل. اجت واحكت مع قرايبها: "إيش بدنا ندبر؟ هينا عرفنا مين قتّالينه؟" قالتلهم: "بدنا نروح نخطبها ونقول إنه إلنا ابن وبدنا اياها عروسة إله". قالولها: "طيب يلا!"
أخذتلها رجالين، ثلاثة، وراحوا. مين في ولي أمرها. هالقيت أبوها في الحج. قال جارها أبو خليل. راحوا لأبو خليل: "يا أبو خليل، إحنا بدنا هالبنت، طالبين راغبين مصاهرتكم" [ومش عارف إيش].
قالهم: "يا عمي، أنا لا قريبها ولا عمها ولا خالها. أنا جارها، وأبوها وصاني، والنبي وصى بالجار وجار الجار لسبع جار" (4).
قالوا: "بنحطلها، بنجيبلها، ينعطيها..." أغروه.
قالهن: "لما ييجي أبوها، طيب إيش أقوله".
قالوله: "لأ بقولش إشي أبوها لما يشوف هاللي انحطلها واللي جبنالها اياه بقولش شي".
قالهن: "طيب، وايش فيه. كل الناس بتجوزوا".
راحوا، جهزوا هالعروس وحضروها، وجابتلها أكم من ناس واجت أخذت هالعروسة وراحت.
لما وصلت على هالدار، دار غولة، لاقتها دار مسخمة (5)، دار فلاحين، دار مسخمين. وهالغولة إلها بنت – بعيد عنكم – لوقا (6)، عوجا، مسخمة، عرجة، كتعة، من جميع الأشكال. راحت الغولة ولمت هالموقدة وحطت هالدست وقالت: "هلقيت بدي منشان اذبحها وأحطها على النار. بس أول لبين ما تسخن المي تروح أعزم قرايبي".
حطتها بكيس وخيطت الكيس عليها للعروس. قعدت حزينة بهالكيس. معاها نتفة لوبنة (7). قعدت تمضغ: "مْنا، مْنا (
لبان ابيض. منا. منا، منا لبان احمر. منا منا لبان ازرق. منامنا لبان اصفر".
قالتلها هذيك المسخمة، بنت حماتها: "ما انت [مرة] أخويا".
قالتلها: "مالك؟"
قالتلها: "اعطيني نتفة لبانة".
قالتلها: "ومنين اعطيك. ما بقدر أمد إيدي. افتحيلي باب هالكيس نتفة منشان اعطيك".
قالتلها: "بخاف تشندي (9)".
قالتلها: "لأ، بشردش".
جابت هالموس قطعتلها قطبة، اجت فتحت أكم من أخرى قطبة من باب الكيس ومدت إيدها واعطتها نتفة لبانة. وصارت تفتح قطبة قطبة، وهذيك هبلة مسخمة، مش فاهمة. أعطتها هاللبان وصارت هذيك تمضغ وهذيك توسّع في باب هالكيس لما سحبت حالها وطلعت من الكيس. لمن طلعت من الكيس، إيش بدها تساوي. راحت أخذت الهبلة وذبحتها وسقطتها بهالدست وقالت: "يلا!" ويش عملت عاد هيّ. طلعت فوق السطوح وقعدت. اجت هالغولة جايبة هالمعازيم وجايه، والا هي بتقول: "يي! هذي بنتي الله يرضى عليها، ذبحتها وحاطّاها على النار، وهيّها راح تستوي. الله يرضى عليها!"
حطوا هالأكل وقعدوا يوكلوا. قامت طلعت قرعتها بإيد إمها. عرفتها. قالت: "يي! عملتها يبقى. هذي ينتي!" البعيدة! هذيك البنت العروسة، وهُمّ يوكلوا عبرت على الأوضة، لاقتها مليانة مال وذهب. عبت جيابها عبت عبها، وعبت حالها، وسحبت حالها وظلت طالعة (10). مشيت، مشيت، حتى اجت على هالدكان فيها واحد نجار.
قالتله: "إسمع يا عمي".
قالها: "إيش؟"
قالتله: "بتعمليش ثوب من خشب وبعطيك قد ما بدك".
قالها: "طيب، بعملك".
قالتله: "طيب خبيني عندك بالدكان عبين تعملي اياه. وان مرق عندك حدا، اصحى تقوله شفتني!"
خباها ورا هالخشب، ودار يعملها بهالثوب.
هذيك – البعيدة – الغولة، من نار قلبها [بنتها وابنها راحوا] حملت حالها ودارت تجري لاحقاها. تجري، مين ما شافت: "يا عمي مشفتش هالعروس مخشخشة ومدندشة؟"
يقولها: "لأ".
"يا عمي، مشفتش عروسة مخشخشة ومدندشة؟"
: "أبداً، ولا شفنا حدا".
ظلت تجري من شقة لشقة وترجع لهالنجار وتسأله. يقولها: "أبداً"، لما خلص هالثوب. لما خلص هالثوب، لبسته وصارت تمشي فيه. مين ما شافها بهالطريق: "إيش اسمك يا خالتي أنت؟" تقولهن: "أنا اسمي خشيشبون".
وهالغولة تروح وترجع: "خشيشبون، شُفتِ عروسة مخشخشة ومرشرشة". تقولها: "أبداً! أنا بشفش وبعرفش. ماشفتش حدا".
ظلتها – البعيدة – تركض وتدوّر لما فقعت وماتت الغولة. وهذيك شلحت هالثوب وراحت على دارها. اجا أبوها من هالحج، وعرف القصة. وهذيك الساعة لام جاره "ليش هيك يعني يجوزها من غير إذنه؟" وقعدوا باللذة والنعيم ويسلّم ثُمّ السامعين!
الراوية: امرأة في الثمانينات من عمرها، من غزة.
الهوامش
1) قطين: تين مجفف. تلفظ "القاف" همزة قطع.
2) كي تخفف الراوية من وقع الكارثة التي حلّت بالغولة، تحولت خلال السرد من ضمير المتكلم الى ضمير الغائب.
3) تطبخ أوراق "الملوخية" المجففة مع الفول المجروش. وتعرف هذه الأكلة بـ "البصارة". وهي أكلة شائعة في الكثير من المدن الساحلية في فلسطين وبلاد الشام عادة، وصولاً الى قبرص واليونان. وتؤكل البصارة عادة في فصل الشتاء. وهي عسيرة على الهضم الى حد ما.
4) تؤكد الأمثال الشعبية الفلسطينية المعنى المتضمن هنا، أي معنى التوادد والتعاطف بين الجيران. وفي هذا يقول المثل: "إسأل عن الجار قبل الدار".
5) مسخمة: فقيرة الحال.
6) لوقا: ذات حنك ملتو.
7) لوبنة: لبان.
مْنا.. مْنا: محاكاة صوت المضغ.
9) تشندي: تشردي
10) احتفاظ الغولة بكنز يعتبر مكوناً ثابتاً من مكونات سلوك الغيلان في الثقافة الشعبية.