سؤال غريب؟؟مفاجئ؟؟؟ اليس كذلك؟؟؟
لكن ما هي أمراض الفراغ هذه؟؟؟
إنها العلل التي تصيب نفوسنا وتفكيرنا جراء عدم توجيه طاقتنا في اتجاه سوي ومفيد..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
فكم من معافى متاح له الوقت يحيا في هذه الدنيا بلا هدف يوجه جهده ووقته لتحقيقه....
إن الطبيعة تعاكس الفراغ وتأباه,والنفس البشرية إن لم تشغلها بالحق والهام شغلتك بالباطل وسفاسف الأمور فهي بطبيعتها ذات طاقة وحركة مستمرة .
ولذا فأفضل طريقة تصون بها حياة إنسان هي أن ترسم له منهجاً يملؤ وقته بأعمال نافعة له ولمجتمعه فلا تترك فرصة لوساوس وضلالات تتسرب إلى نفسه وتفكيره, مع الأخذ بعين الاعتبار أن يجمع هذا المنهج بين الجد والترفيه حتى يتوافق مع طباع النفس واحتياجاتها.
ألا تلاحظون معي أن المشاعر السلبية كالقلق لا نعود نحس بها عندما نعكف على أداء أعمالنا؟؟؟
لكن لماذا؟؟
إن من القوانين الأساسية في علم النفس أنه من المحال لأي ذهن بشري مهما بلغت درجة ذكائه أن ينشغل بأكثر من أمر في ذات الوقت,لذا فنحن لا نستطيع الجمع بين إحساسين متناقضين معاً لأن أحدهما حتماً سيطرد الآخر..
وكذلك الحق عندما يملك على المرء قلبه وفكره ويوجه من أجله طاقته لن يجد الباطل بقية يبني عليها.
هذا المعنى صالح للتطبيق على كلا الصعيدين الفردي والعام,إذ يوجه الحياة وجهة إيجابية ويجعل كل يوم يمر بنا خطوة صحيحة على طريق النجاح ولن يدع لجراثيم الانحرافات والتفاهات بيئة تعيش وتتكاثر فيها.
ونحن نلمس كم تدمر البطالة والفراغ من كفاءات وتضيع من قدرات بشرية وطاقات أودعها الله فينا لو فجرت وأحسن استثمارها لنهضت أمتنا وصارت بحال غير الحال...
إن الحكمة تقتضي أن يتم التحكم في أوقات الفراغ ليس بكيفية ملئها وإنما بإعادة صياغة تفكيرنا وبرمجة حياتنا وفق نسق يستنفذ كل طاقة ويوجه المرء الوجهة الصحيحة النافعة المتسقة مع ميوله وقدراته فلا يبق له مجال يشعره أن لا دور مؤثر له.
وأخيراً:
قف مع نفسك
وضع لحياتك هدفاً نافعاً توجه له طاقتك
وتعلم كيف تخطط وتعمل للوصول إليه
وثق أن هذا سيكون خير وسيلة لشفائك من أمراض الفراغ